أخبار الأدب

فيلم عن سالينجر ووعد بنشر كتب جديدة له

مايكل سيبلي – جولي بوسمان
25 أغسطس 2013
ترجمة أمير زكي
6 أكتوبر 2013
***
لم ينته نشر كل أعمال سالينجر كما يبدو، وفقا لمزاعم ذُكرت في فيلم وكتاب صدرا بداية هذا الشهر.
 
عُرف سالينجر، الذي توفى عام 2010 عن 91 عاما، بأعماله الأدبية الرائعة والقليلة، التي كانت على رأسها الرواية التي حصلت على نجاح كبير “الحارس في حقل الشوفان” والتي نشرت عام 1951.
 
ولكن  فيلم وثائقي اسمه “سالينجر” وكتاب بالاسم نفسه يرتبط بالفيلم، احتويا على تأكيدات مفصلة بأن السيد سالينجر أشار بنشر خمسة كتب أخرى على الأقل – بعضها كتب جديدة تماما، وبعضها كتب مكملة لما نشر – في ترتيب رغب في أن يبدأ عام 2015.
 
الكتب والقصص الجديدة التي كتب معظمها قبل أن يضع أعماله في وديعة عام 2008، ستوسع ميراث سالينجر بشكل كبير.
 
إحدى المجموعات التي ستسمى “عائلة جلاس” ستضيف خمس قصص جديدة لمجموع القصص الذي نشر سابقا عن عائلة جلاس المتخيلة، التي ظهرت في كتاب سالينجر “فراني وزوي” وفي أماكن أخرى، وفقا لمزاعم ظهرت في لقاءات ومقالات في الفيلم الوثائقي والكتاب.
 
مجموعة أخرى ستحتوي على نسخة مراجعة من القصة المعروفة ولكن غير المنشورة “آخر وأفضل قصص بيتر بان” التي ستُجمع مع قصص جديدة، والأعمال الموجودة عن عائلة كولفيلد المتخيلة ومنها (الحارس في حقل الشوفان). يقال إن الأعمال الجديدة تتضمن قصة تتضمن تعاليم كثيرة من فلسفة الفيدانتا الدينية التي انغمس سالينجر فيها بعمق؛ بالإضافة إلى رواية تدور في الحرب العالمية الثانية، ومبنية على قصة زواجه الأول؛ ورواية قصيرة اعتمدت على تجاربه مع الحرب.
 
لعقود طويلة قال الناس الذين يتعاملون مع سالينجر إنه استمر في الكتابة، وإن توقف عن النشر بعد القصة الطويلة (16 هابوورث 1924) التي نشرت في النيويوركر. ولكن لم يزعم أحد بشكل تفصيلي من قبل أن سالينجر ترك خطط لنشر أعماله بعد وفاته.
 
ماثيو سالينجر، ابن سالينجر، والذي يشارك مسئولية ميراث سالينجر مع كولين أونيل أرملة الكاتب، رفض مناقشة الخطط أو الكتاب أو الفيلم، وقال إن أونيل – التي لم ترد مباشرة على أسئلتنا – سترفض التعليق أيضا.
 
في لقاء معه تم في بداية هذا العام، قال ماثيو سالينجر إنه يتشكك أن الكتاب والفيلم الوثائقي سيزيدوا من الفهم العام لأبيه، الذي حصر نفسه في التعامل الحميمي مع دائرة صغير لا تزيد عن سبعة أو ثمانية أشخاص.
 
أخرج الفيلم الوثائقي شين ساليرنو، المخرج الذي قضى تسع سنوات يبحث ويصور الفيلم الذي أصدرته شركة فاينشتاين في 6 سبتمبر وسيعرض في شبكة التلفزيونات الأمريكية في سلسلة الأساتذة الأمريكان. والكتاب المصاحب كتبه ديفيد شيلدز، ونشرته دار نشر سايمون وشوستر في 3 سبتمبر.
 
متحدثا من مكتبه بلوس آنجلس، أشار السيد ساليرنو إلى الطاولات والأرفف الممتلئة بالصور ومئات الخطابات وحتى مذكرات من الحرب العالمية الثانية لأحد أصدقاء العمر لسالينجر وهو زميله الجندي الراحل بول فيتزجيرالد وكلها لم تنشر من قبل.
 
يقول السيد ساليرنو: :”إن كانت هذه الأشياء لا تعبر عن دائرته المقربة، فلا أعلم إذن ما هي دائرته المقربة”.
معرفته بخطط النشر تشكلت – كما يقول ساليرنو – في وقت متأخر أثناء بحثه.
 
الكتاب والفيلم نسبا قصة مفصلة عن الخطط لمصدرين مجهولين، كل منهما تم وصفه في الكتاب على أنه “مستقل ومنعزل”. رفض السيد ساليرنو التوضيح، وإن وصفهما على أنهما شخصان لا يتحدثان إلى بعضهما البعض، ولكنهما يعرفان عن الخطط.
 
يقول السيد ساليرنو عن الفصل الأخير الي يحتوي على وجهات النظر عن المنشورات الجديدة والمعنون بـ “أسرار”: “مصداقية الفصل الأخير متحققة من الـ 571 صفحة التي تسبقه”. وأشار السيد ساليرنو إنه لقى بعض التعاون المبدئي من أفراد من عائلة سالينجر ولكنه سحبوا دعمهم بعد ذلك.
 
الكتاب والفيلم تم تسويقهما مع وعد بمعرفة أشياء جديدة عن السيد سالينجر الذي كان ميله الشديد للخصوصية صفة مميزة له. في الأسبوع الماضي فاينشتاين ودار نشر سايمون وشوستر بدآ الحملة الدعائية التي ضمت بوستر  يظهر فيه سالينجر وإصبعه على فمه تحت تحذير: “اكشف الغموض ولكن لا تفسد الأسرار!” الكتاب المكون من 698 صفحة والمصاحب للفيلم مكتوب على طريقة التاريخ الشفوي، مع مقتطفات من آراء عشرات الناس الذين أجرى القائمون على المشروع معهم لقاءات.
 
جوناثان كراب، الناشر في دار سايمون وشوستر، قال في لقاء له إن الكتاب له “طابع صحفي رئيسي”.
وأضاف السيد كارب: “هو اعتمد بالفعل على مصادر مجهولة، وتحدثت إلى المخرج عن ذلك، ولكن أعتقد أنها مصادر قوية اعتمادا على بقية المصادر المذكورة التي لا يمكن التشكيك فيها”.
 
يقول السيد كارب عن “الاكتشاف الكبير” للمسودات غير المنشورة: “عندما تنشر، أتوقع أنها ستكون أهم المنشورات خلال عام، إن لم يكن خلال عقد”.
 
الفيلم والكتاب يقدمان فكرة مفصلة وأحيانا غير مناسبة عن حياة الكاتب الذي شارك مع قوات الحلفاء في غزو نورماندي في الحرب العالمية الثانية، وكان من أول من دخلوا معسكر كوفرينج الرابع (معسكر الموت) أثناء خدمته في قوات المخابرات المضادة، عانى من انهيار عقلي وعاد إلى الولايات المتحدة – مع زوجته سيلفيا ولتر – حيث حصل على الشهرة الأدبية.
 
من ضمن الاكتشافات الجذابة، يقدم السيد ساليرنو والسيد شيلدز تفاصيل غير معروفة كثيرة وصور لزوجة السيد سالينجر الأولى؛ السيدة ولتر، المواطنة الألمانية التي تزوجته بعد الحرب العالمية الثانية. في هذا الوقت، عام 1945، كان السيد سالينجر يعمل كعميل في المخابرات المضادة، حيث يدرس أين يختبيء النازيون.
 
ولكن الكتاب يذكر عناصر متشككة عن السيدة ولتر ترى أنها ربما تكون مخبرة للجستابو، هذه إمكانية ذكرها أصدقاء السيد سالينجر فيما بعد الحرب. وإلا لم انتهى الزواج؟. بعد أسابيع من عودة المتزوجين حديثا إلى بيت سالينجر في نيويورك: “وجدت على طبق الإفطار تذكرة طائرة متوجهة إلى ألمانيا”.
 
تم ذكر علاقة أخرى في الكتاب والفيلم ستهم الكثير من دارسي سالينجر: بعد الحرب. قابل سالينجر فتاة في الرابعة عشر تدعى جين ميلر، في منتجع سياحي بفلوريدا. تبادلا الخطابات لعدة سنوات، وقضيا الوقت معا في نيو يورك وفي النهاية دخلا في علاقة جسدية قصيرة. (قالت ميلر في لقاء بالفيلم والكتاب إن السيد سالينجر تركها في اليوم الذي تلا اللقاء الجنسي). قالت السيدة ميلر في الكتاب أن السيد سالينجر رآها مرة وهي تمنع نفسها عن التثاؤب أمام امرأة عجوز، واستخدم هذه الحركة في واحدة من قصصه القصيرة “إلى إزمي.. مع الحب والبؤس”.
 
وأضافت السيدة ميلر في لقاء بالكتاب: “قال لي إنه لم يكن ليكتب (إزمي) لو لم يلتقيني”.
 
بالسبة للسيد ساليرنو فإصدار الكتاب والفيلم يدعم رحلة البحث التي أخذته بعيدا عن مهنته ككاتب سيناريو بهوليود لأفلام مثل “الهمج” أو مجموعة الأجزاء القادمة لفيلم “آفاتار”.
 
لا يتوقع السيد ساليرنو، أن دار “ليتل وبراون وكومباني” التي نشرت “الحارس في حقل الشوفان” هي بالضرورة التي ستنشر الأعمال اللاحقة (رفض الناشر التعليق). وقال إنه مقتنع إن ميراث سالينجر له الحق في أن تنشره دار أخرى.
 
ويضيف السيد ساليرنو: “سيعيش سالينجر فصلا حياتيا ثانيا على خلاف أي كاتب في التاريخ، لا يوجد أحد سبقه في ذلك”.

Amir is a writer and translator from Egypt.